فى كل ليلة تملأ عيناى الاف الدموع
عيناى التى كانت تغار من نورها الشموع
ذهبت منها الفرحة وتأبى اليها الرجوع
غربت بعدما كانت فرحتها هى سبب ما للشمس من طلوع
ذبلت وكانت تنبت من بهجتها للاشجار فروع
كفاكى يا عين بكاءا لقد ملأ بكاءك كل الربوع
ونمت من انهار دموعك الاف الزروع
اما آن لكى ان تكفى عن البكاء ام انك تشرعين فى منافسة البحار شروع
فأجابتنى قائلة وكيف لى ان اكف عن البكاء والحزن دائما على بابى قروع
ياتى الى وكأنى اجذبه ويهرع الى هروع
وقد اتخذت له وصنعت من اجله من كل شىء دروع
وكأنه لم يكن بكل ما فعلته قنوع
وحرم على الفرح واصبح شىء ممنوع
فقبل ان تسألينى ان اكف عن الدموع
ابعدى ان استطعتى الحزن عن قلبى المصروع
فلم استطع الكلام بعدها ونظرت الى موضع قدمى فى خشوع
وادركت الحقيقة التى سطعت كالشمس سطوع
وهى ان العيون التى كان منها النور مصنوع
اصبحت مكسورة بل صارت كالبناء الذى به صدوع
وبعدما كانت تأبى لليأس والحزن ركوع
صارت هى عنوانهما وبيتهما المرفوع